الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

نعم.. (لا) لتعديل الفساد..

محمد منصور

منذ ثمانية أشهر كتبت مقالا بعنوان "تعديلات في دستور آيل للسقوط"، وسخر الناس ومنهم من رفض.. وفرحوا فرحا شديدا بتعديلات معدودة في دستور ساقط مشوه وباطل..!! وها هو ذلك الدستور البالي قد بدأ يسقط أمام أعيننا، على رؤوس ناس وأهل منا، من جراء ما فعلنا.. سامحكم الله.

يا مصريين، لا يصح سوى الصحيح؛ "العقد شريعة المتعاقدين" ما لم يخالف شرع الله. كيف بالله عليكم، تقوم أمة (بل جزء منها فقط) بالمضي في السن والتشريع على أنقاض فساد سنين، وبعد ثورة عظيمة كهذه، دون عقد واضح وصريح، وعهد عادل جديد بين جميع أطراف الشعب..؟

اتقوا الله، ولا تفرحوا بمكاسب ضيقة وتتصارعوا من أجل مصالح خاصة، وغلبوا المصالح العامة لكل المصريين، ولكل أبناء الشعب. حينها ستهدأ الأمور بإذن الله..

اتفقوا على الأصول، واتفقوا على ما لا إختلاف فيه، واتفقوا على مصلحة مصر بكل طوائفها.. وقوموا بصياغة العقد الإجتماعي الجديد لمصر من أجل الجميع، ثم امضوا بعد ذلك على بركة الله..

وتذكروا يا سادة كم الصيحات التي انطلقت من أفواه كثيرين من شرفاء مصر تحذركم من ثورة أخرى قادمة.. ثورة الجياع.. ثورة المظلومين..ثورة المجروحين.. ولكنكم الفتم اللا مبالاة، وكالعادة لم تعيروا كل ذلك أية إهتمام! وكأنه قدر علينا أن نرى مصائبنا تصنع أمام أعيننا..! كفى بالله عليكم، وكونوا على قدر هذا الموقف العظيم. فالأمر لا يحتاج لعبقري كي يأتي ليخبرنا أن الشعب يئن من وطأة الظلم..

ولا تسخروا من الثوار، فوالله ما خرجوا إلا من شديد وجع وظلم وقهر وفقر، لا يعرفهم إلا من ذاق مرارتهم.. وإني أؤمن أن الله عز وجل ناصرهم، فهم أصحاب حقوق ومظالم، وأصحاب شجاعة وكرامة.. فراعوهم، وأنصفوهم، وقولوا لهم قولة حق، وقفوا معهم وقفة حق، لأن الله هو الحق، وسترون النجاح لكم ولمصر بإذن الله..

رابط المقال السابق: