بقلم: كريم علي موسى
واحد من تلك الأحاسيس المختلفة التي قد يشعر بها المتابع لبرامج " التوك شو" المسائية هو ذلك الاحساس المستمر بالغيظ الشديد ! ليس بسبب ما تعرضه تلك البرامج من تدهور الأوضاع في مصر على مختلف المستويات فحسب، ولكن أكثر ما يثير غيظي هو ذلك الفاصل الاعلاني المستفز في أغلب الأحيان . فما أن تنتهي فقرة من فقرات تلك البرامج والتي قد تكون عن وقفة احتجاجية لبعض العمال، أو مظاهرة حاشدة لجمع من الناس لمطالبة الحكومة بمطلب ما، أو شكاوى لبعض المواطنين من تردي أحوالهم المعيشية، حتى يأتي ذلك الفاصل الاعلاني الذي غالبا ما يعرض بعض المنتجات و الخدمات المستفزة بطريقة أكثر استفزازا لفئة أخرى غير تلك الفئة التي ظهرت في فقرات البرنامج.
فالمواطن المصري في فقرات البرنامج هو على النقيض تماما للمواطن الاخر في الفاصل الاعلاني، فالاول مطحون مقهور حالته متردية يشكو كل شيء، والثاني مسرور مرتاح البال ميسور الحال راض عن كل شيء .. الأول يعاني من إرتفاع اسعار الطماطم و اللحوم و الارز و معظم السلع الغذائية، والثاني يزف البشرى للمصريين بأن سلسلة مطاعم "مستر إنترناشيونال"العالمية قد إفتتحت أول فرع لها في مصر .. الأول يشكو من عدم حصول أولاده على الكتب المدرسية ومن تنسيق القبول بالجامعات، والثاني يفتخر بنيل أولاده تعليما راقيا في مدارس وجامعات "مستر إنترناشيونال"العالمية .. الأول يصارع في صحراء مشروع "ابني بيتك" لبناء بيته الذي لن تزيد مساحته عن 75 م للمبنى و مثل هذه المساحة للحديقة - في دلالة على حرص الدولة على وجود حديقة "محندقة" للترفيه عن المواطنين حينما يضيق عليهم بيتهم "المحندق" - ، والثاني ينعم بتلك الفيلا الفخمة في كمبوند "مستر إنترناشيونال"العالمي حيث حمامات السباحة و ملاعب الجولف و كل ما يتمناه المواطن.
ما دعاني لكتابة هذه الكلمات هو ما شاهدته مؤخرا لواحدة من تلك الحملات الاعلانية المستفزة على غرار "مستر إنترناشيونال"، و التي تشيد بتشجيع الدوله و دعمها للاستثمار مما أدى إلى تحقيق قصة نجاح عظيمة لادخال مفهوم سياحي جديد إلى الحياه المصرية و هو مفهوم "البورتو" السياحي و كيف أن هذا المفهوم العبقري سيساعد على حل المشكلة الضخمة التي تمر بها مصر و التي يعاني منها المواطن المصري و هي مشكلة المتعة العائلية! فمن خلال ملاعب الجولف والحدائق المعلقة و الساونا والعديد من وسائل الترفيه المختلفة سيتم حل مشاكل المواطن المصري ولله الحمد . وعليه يجب أن يقتنع المواطن المصري أنه ليس بحاجة ماسة إلى مفاهيم مثل الديموقراطية و العدل و الحرية ولكنه في أشد الحاجة لمفاهيم أخرى مثل مفهوم "البورتو ".
واحد من تلك الأحاسيس المختلفة التي قد يشعر بها المتابع لبرامج " التوك شو" المسائية هو ذلك الاحساس المستمر بالغيظ الشديد ! ليس بسبب ما تعرضه تلك البرامج من تدهور الأوضاع في مصر على مختلف المستويات فحسب، ولكن أكثر ما يثير غيظي هو ذلك الفاصل الاعلاني المستفز في أغلب الأحيان . فما أن تنتهي فقرة من فقرات تلك البرامج والتي قد تكون عن وقفة احتجاجية لبعض العمال، أو مظاهرة حاشدة لجمع من الناس لمطالبة الحكومة بمطلب ما، أو شكاوى لبعض المواطنين من تردي أحوالهم المعيشية، حتى يأتي ذلك الفاصل الاعلاني الذي غالبا ما يعرض بعض المنتجات و الخدمات المستفزة بطريقة أكثر استفزازا لفئة أخرى غير تلك الفئة التي ظهرت في فقرات البرنامج.
فالمواطن المصري في فقرات البرنامج هو على النقيض تماما للمواطن الاخر في الفاصل الاعلاني، فالاول مطحون مقهور حالته متردية يشكو كل شيء، والثاني مسرور مرتاح البال ميسور الحال راض عن كل شيء .. الأول يعاني من إرتفاع اسعار الطماطم و اللحوم و الارز و معظم السلع الغذائية، والثاني يزف البشرى للمصريين بأن سلسلة مطاعم "مستر إنترناشيونال"العالمية قد إفتتحت أول فرع لها في مصر .. الأول يشكو من عدم حصول أولاده على الكتب المدرسية ومن تنسيق القبول بالجامعات، والثاني يفتخر بنيل أولاده تعليما راقيا في مدارس وجامعات "مستر إنترناشيونال"العالمية .. الأول يصارع في صحراء مشروع "ابني بيتك" لبناء بيته الذي لن تزيد مساحته عن 75 م للمبنى و مثل هذه المساحة للحديقة - في دلالة على حرص الدولة على وجود حديقة "محندقة" للترفيه عن المواطنين حينما يضيق عليهم بيتهم "المحندق" - ، والثاني ينعم بتلك الفيلا الفخمة في كمبوند "مستر إنترناشيونال"العالمي حيث حمامات السباحة و ملاعب الجولف و كل ما يتمناه المواطن.
ما دعاني لكتابة هذه الكلمات هو ما شاهدته مؤخرا لواحدة من تلك الحملات الاعلانية المستفزة على غرار "مستر إنترناشيونال"، و التي تشيد بتشجيع الدوله و دعمها للاستثمار مما أدى إلى تحقيق قصة نجاح عظيمة لادخال مفهوم سياحي جديد إلى الحياه المصرية و هو مفهوم "البورتو" السياحي و كيف أن هذا المفهوم العبقري سيساعد على حل المشكلة الضخمة التي تمر بها مصر و التي يعاني منها المواطن المصري و هي مشكلة المتعة العائلية! فمن خلال ملاعب الجولف والحدائق المعلقة و الساونا والعديد من وسائل الترفيه المختلفة سيتم حل مشاكل المواطن المصري ولله الحمد . وعليه يجب أن يقتنع المواطن المصري أنه ليس بحاجة ماسة إلى مفاهيم مثل الديموقراطية و العدل و الحرية ولكنه في أشد الحاجة لمفاهيم أخرى مثل مفهوم "البورتو ".
2 comments:
كلامك حكم يا ابو كريم
و عحبني تعبير مستر انترناشيونال :)
اكرم
و على قكرة
عامر حروب برذه بيعملوا ذلوقتي بورتو طرطوس قي سوريا
اعمل بحث و شوق
يعني كمان بنصذر البورتو لبره :)
اكرم
إرسال تعليق