الأربعاء، أكتوبر 06، 2010

حرب أكتوبر وإزالة التراب

.تربينا منذ الصغر على أن نفخر بنصر السادس من أكتوبر المجيد، وعلي الرغم من محاولة البعض و خصوصاً في الغرب التقليل من هذا الإنجاز إلا إنني لم ولن أشك للحظة واحدة أن هذا النصر هو نصر حقيقي وباهر للإنسان المصري والعربي في زمن ليس بعيد عنا حيث ما زلنا نشاهد الأفلام الوثائقية التي تجسد العبور و المعارك والتي أنتجت مباشرةً بعد الحرب لتخلد لنا أياماً عظيمة أتت بعد إنكسار و نكسة.

ولكن يدور بذهني خاطر أحسب أن معظم المصريين يفكرون فيه اليوم، وهو ما الإنجاز الذي حققته بلدي بعد هذا النصر؟ هل إستطعنا مثلاً أن نسبق أو حتى ننافس دولاً مثل كوريا والسنغافورة وماليزيا و البرازيل وجنوب أفريقيا؟ وأنا هنا لا أقصد مجال الرياضة وكرة القدم والتي قد نتفوق فيها (بالعافية) أو بالمجهودات الفردية الإستثنآية لبعض الأفراد، ولكن أقصد مجالات الصناعة والإقتصاد ورفع مستوى دخل ومعيشة الشعب والثقل الدولي والتطور والتنمية.. إلخ، الواقع يقول أننا بعيدين تماماً عن المنافسة مع هذه الدول فضلاً عن الدول الصناعية الكبري بطبيعة الحال بل اننا تأخرنا كثيراً عن دولاً أخرى أقل منها شأناً، لماذا هذا التأخر إذاً!

كان نصر أكتوبر ناتجاً من إنسانٍ مجروح، أراد أن يحرر أرضه ويجبر كسرة ويسترد كرامته ويموت في سبيل ذلك بكل روح وشجاعة، ولأن مصر غنية بخيراتٍ كثيرة فقد نصرها الله على عدوها عندما توافق إخلاص التخطيط والعمل مع الإستخدام الأمثل للمصادر الربانية التي وهبها الله لهذا البلد من طاقة بشرية وأرض غنية وتاريخ غاية في الثراء ومهارةً مورثة وغيرها، لقد فقدنا الدافع بعد ذلك ولم يكن لنا مشروع قومي نعمل من أجله وسقطنا في حفرة الكسل أدارةً سياسيةً وشعباً ولم نفعل شيئاً يذكر بل أسأنا لبلدنا وتراثنا وديننا وآثارنا بشكلٍ مادي ومعنوي و نسينا معنى الجمال و النظام و الحضارة والإزدهار.

ما أسهل أن نلقي اللوم على غيرنا ولكن في ذكري ذلك النصر العظيم لابد أن نسعى لنصر آخر يكون في ساحة العلم والحضارة وليس ساحة القتال و الدمار، وكي لا يكون كلامي هذا لا معنى له لابد أن نربط هذا بأمر واقعي في حياتنا وهو أن يثق كل مصري وعربي بقيمته وقدرته على التغيير والمشاركة في إصلاح الأوضاع المتدنية عن طريق المشاركة السلمية والنشاط مع كل مخلص في البلد راغب في الإصلاح. عيب علينا أن نحسب أن مصر خاليةً من المخلصين والموهوبين شباباً وكباراً، هم في إنتظار أمثله ناجحة وشجاعة من عينة الدكتور البرادعي تلهمهم للعمل وتشجعهم لإسترداد وإكتشاف إمكانياتهم ومخزوناتهم المدفونة تحت تراب الخوف والكسل والشك.

كانت حرب أكتوبر لإزالة حاجز نفسي لم يعشه جيلنا ولكننا الآن أمام حاجز نفسي آخر يطول الكلام فيه. فدعونا نزييل تلك الأتربة التي منعتنا من النهوض وحجزتنا عن العمل بحرية والتعبير عن أنفسنا عن كيفية إصلاح بلدنا وإعزازها بنصر كنصر أكتوبر.

محمد منصور
http://masryyat.blogspot.com/



0 comments: