السبت، ديسمبر 17، 2011

عمر بن الخطاب.. والأذان في مالطا

محمد منصور

إفترض جدلا أن عمر بن الخطاب أصبح فجأة رئيس وزراء مصر الحالي (محرم ١٤٣٣ - ديسمبر ٢٠١١) ؛ نعم الفاروق عمر، بثوبه المرقع ومظهره الفقير المتواضع - مع الإعتذار للسادة الدكاترة أصحاب البدل الفاخرة والحقائب الوزارية المرموقة - وقيل له إن المعتصمين يسدون مدخل مجلس وزارة سيادتكم، وآخرون يعتصمون في ميدان التحرير، ولا يستطيع أحد فضهم أو صرفهم، وأن هذا يعطل مصالح البلاد والعباد ويوقف عجلة الشيطان - عفوا؛ الإنتاج ..!!

أكان عمر لينخدع بتلك القصة من تلك الزاوية وينساق وراء مزاعم تلك البطانة - على الرغم من أن ثوبه الفقير لا بطانة له إلا المؤمنين الصادقين - أم أنه كان سينشغل أكثر بالبحث عن أسباب إعتصام هؤلاء كإجراء حتمي يقوم به أي حاكم أو قاض يفترض فيه العدل حتى يتوصل لمعرفة أن هؤلاء المعتصمين والمتظاهرين يريدون القصاص والعدالة الناجزة - ضمن حزمة من المظالم والشكاوي - ممن قتلوا ألفا من المواطنين وأصابوا آلآفا آخرين وأفسدوا الحياة على الناس وما زالوا طليقي السراح، بل إن منهم من لا يزال في منصبة !؟ .. بالله عليكم، أليس هذا هو ما كان سيفعله عمر رضي الله عنه؟ ألم يشهد تاريخ الرجل بذلك؟ ألم يقتص للقبطي المصري (غير المسلم) من إبن السيد العربي حاكم مصر (المسلم) على أمر أهون كثيرا مما تراه أعيننا اليوم؟ أكان عمر ليتباطأ ولو لبرهة واحدة في إنجاز العدل؟ لا.. والله.

سبحان الله.. أأدبر زمن العدل وأقبل زمن الجور؟ .. كل من يتسامح مع الجناة ويتغافل عن حق الضعيف والمظلوم ماذا سيقول لرب العالمين يوم الدين ؟ .. مالكم كيف تحكمون؟

يا ناس، يا عالم.. لا تقوم دولة بدون عدل، ولن يكون هناك إستقرار بدون عدل، ولن يكون هناك أمن بدون عدل، ولن يكون هناك <<عجلة>> من أي نوع بدون عدل.. لابد من إتمام القصاص والعدالة الناجزة - ولو من سيد القوم - إن كنتم تريدون إصلاحا، إن كنتم تريدون إسلاما.. فعلا لا كلاما..

يقول الله تعالي في محكم آياته : {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}.. إذهبوا لعلماء الأزهر الشريف المخلصين الراسخين في العلم - قبل أن يقبضوا ويقبض علمهم - وتعلموا منهم تفسير تلك الآية الكريمة.. وتعلموا منهم عن "العدل في الإسلام" قبل أن تتسارعوا وتتكالبوا على مكاسب مشؤومة.. فالإسلام فعل وليس شعارات جوفاء تضيع هباء مع أول قطرة دم تهدر ظلما..

<<العدل أساس الملك>> .. لماذا تقبلون الجور أساسا للملك..؟ لماذا تتبعون الوهم أساسا للملك..؟ لماذا ترضون بالذل أساسا للملك..؟ لماذا..!؟ .. إن كنتم فعلا كذلك، فأي فائدة ترجى من الأذان في مالطا.!؟

- {فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد}. صدق الله العظيم